فالآية
الأخيرة تدل على أنهم كانوا مخدوعين بسراب الدنيا ولعبها، إذ يقول الباري عز وجل أن
الله يضل الكافرين بهذا السراب ([494]).
وفي الآية الكريمة التالية، ما يشابه هذا المعنى:
عندما تنتفي كل الأسباب والمسببات وما يترتب عليها من تأثيرات، فإن ينكشف كل
((باطن
ليتحول إلى ((ظاهر،
وعند ذاك يتحد الغيب([499]) والشهادة([500])،
لأن كل شيء، هو في حد ذاته، شهادة، أما
[494] قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ)سورة غافر / 74، أي: إضلاله تعالى للكافرين وهم الساترون للحق يشبه هذا
الضلال وهو أنهم يرون الباطل حقا فيقصدونه ثم يتبين لهم بعد ضلال سعيهم أنه لم يكن
إلا باطلا في صورة حق وسرابا في سيماء الحقيقة.
الميزان في تفسير القرآن،
الطباطبائي:17/ 352، تفسير سورة المؤمن.