responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 133
ويوم القيامة لا يختلف بشيء، فلا شيء يفنى إلا بفناء ذوات الموجودات وانقلاب ماهيتها([470])، وبما أن كلمات الله ثابتة لا تتغير، فلا شيء يتغير مما يرتبط بها، بل إن الذي يزول هو ما يتعلق بالموجودات السرابية، إذ يزول كل شيء، إلا ارتباط الموجودات بالله تعالى، وبما أن تلك الارتباطات الأخرى كانت باطلة وسرابية من الأساس، فإن الذي يحدث هو انكشاف بطلانها، وليس فناؤها. أي انكشاف حقيقة أن لا وجود ولا تأثير لغير الله، فلا مالك غيره، ولا صاحب أمر.

وهذا هو قوله تعالى:

(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ([471]) و(يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) ([472]) و (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) ([473]).

وما وصلنا إليه سالفاً، من انكشاف بطلان الموجودات السرابية والأسباب الظاهرية، يرد في قوله تعالى:

(وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ حتى قوله لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) ([474]).

وفي نهج البلاغة، نرى الإمام علي عليه السلام يؤكد أن وحدانية الله تتكشف بعد فناء الدنيا، وينكشف أنه الواحد الذي لا شريك له، وهو الباقي الواحد بعد فناء الدنيا، كما كان الواحد قبل خلقها فينعدم الزمن، وتنتفي الأزمان والسنون، ولا يبقى إلا الله الواحد القهار الذي


[470] ماهية الشيء: حقيقته. وربما فرق بينها وبين الحقيقة: أن الحقيقة لا تكون إلا للموجودات الخارجية، والماهية أعم من أن تكون موجودة في الخارج أم لا.

مجمع البحرين، الطريحي: 4/ 164، مادة «ماهى».

[471] سورة الفاتحة / 4.

[472] سورة الإنفطار / 19.

[473]سورة غافر / 16.

[474] سورة الأنعام /93 ــ 94.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست