هذه
الآيات، تصف يوم القيامة بصفات عديدة قد لا تختص بيوم القيامة فقط. فـ((الملك
و((الأمر و((القدر
صفات دائمة لله تعالى، أما المخلوقات فهي مكشوفة له لا ملجأ لها منه لكن الله
تعالى يقول:
(وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ
يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا
وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ) ([468])،
إذ يوضح أن كل السبل والعلاقات تتقطع آنذاك.
وينعدم تأثير كل الارتباطات وتأثيرات الموجودات في نظام الوجود المادي وما يليه.
فلا يعود هناك تأثير لشيء على شيء آخر فلا ينفعُ شيءٌ شيئاً آخر، ولا يضر. وذلك
بسبب الأسباب والارتباطات([469]).
[469]
قال الطبرسي في تفسير قوله تعالى: (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ) سورة البقرة / 166، وظاهر الآية أن يحمل على عمومه،
فكأنه قيل: قد زال عنهم كل سبب يمكن أن يتعلق به، فلا ينتفعون بالأسباب على
اختلافها من منزلة أو قرابة أو مودة أو حلف أو عهد، على ما كانوا ينتفعون بها في
الدنيا، وذلك نهاية في الاياس.