التالي، وعلى هذا
فإن الآية السالف ذكرها([457])،
تنطبق على زلزلة ((الساعة([458])، حينما (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ
كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى...) ([459]).
لكن هذا المعنى، لا ينسجم مع عبارة (تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ)([460])، لأنها تعني أن الجبال تظل على ما كانت عليه
من استقامة وعظمة، كما تدل على ذلك أيضاً عبارة (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) ([461]).
التي تشير إلى أن هذه الجبال لا تتصدع بهذه السهولة. إذن فحركة الجبال، لاتتنافى
وثبات الجبال ورسوخها، وتزلزلها يتم بشكل متزامن مع تزايد استحكامها، وعلى هذا،
فإن سرابية حركة الجبال يمكن أن ينسجم مع بقائها واتقان صنعها واستحكامها.
[458] قال الطباطبائي في تفسير قوله
تعالى: ((وَتَرَى الْجِبَالَ
تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) سورة النمل / 88، بناء
على كونه ناظرا إلى صفة زلزلة الساعة.
الميزان في تفسير القرآن،
الطباطبائي: 20/ 167، تفسير سورة النبأ.