ومن هنا ندرك أن الذين تستثنيهم الصعقة والفزع، هم ليسوا
في السماء، بل هم في ما وراء السماوات والأرض مما يعني أنهم معنيون بالآية (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ([427])
أي أنهم من الـ((وجه، وعندما تقول الآية (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ
اللَّهِ) ([428]) فإن
العباد المخلصين «أولياء الله» سيحيطون بالعالم أيضاً، وسيرون كل شيء، من خلال
إحاطة ((وجه الله بهِ.
وفي آية أخرى، وبعد أن يبين الله تعالى أن أهل الجنة في
السماء([429])،
وأهل النار في النار، يأتي إلى توضيحه بشكل آخر فيقول:
(وَبَيْنَهُمَا
حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ) ([430])
وسيأتي تفصيل ذلك في مكان آخر([431]).
إذن يتضح لنا أن العباد المخلصين سيكونون في مأمن من
الشدائد والأهوال التي تقع بين النفختين (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13)
وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14)
فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ) ([432]).
والدك([433])،
بمعنى التدمير، فعندما تقول دككت الشيء يعني أنك