لأنهم
طهّروا أنفسهم بالولاية([401])
(يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ) ([402])،
والمقصود
[399] قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ
وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ) سورة يونس / 10، أول ما يكرم به الله سبحانه أولياءه ــ وهم الذين ليس في
قلوبهم إلا الله ولا مدبر لأمرهم غيره ــ أنه يطهر قلوبهم عن محبة غيره فلا يحبون
إلا الله فلا يتعلقون بشيء إلا الله وفي الله سبحانه، فهم ينزهونه عن كل شريك يجذب
قلوبهم إلى نفسه عن ذكر الله سبحانه، وعن أي شاغل يشغلهم عن ربهم.
وهذا
تنزيه منهم لربهم عن كل ما لا يليق بساحة قدسه من شريك في الاسم أو في المعنى أو
نقص أو عدم، وتسبيح منهم له لا في القول واللفظ فقط بل قولا وفعلا ولسانا وجنانا.
الميزان
في تفسير القرآن، الطباطبائي:10/ 17، تفسير سورة يونس.
وقال
أيضاً في كتابنا هذا في الفصل الثالث ضمن بحث «الذين يستثنون من حكم النفخ في
الصور»، الولاية: الذي نفسه طاهرة من الشرك، وذلك الذي لا يأمن بغير الله ولا
تطمئن نفسه الى غيره، فلا يرى لله شريكاً لا في وجوده، ولا في صفاته ولا في
أفعاله.
وقال
أيضاً في كتابنا هذا في الفصل الثالث ضمن بحث «الذين يستثنون من حكم النفخ في
الصور»، العباد المخلصين :هم الذين لم تتلوث قلوبهم ونفوسهم بالشرك وهم يرون الله
وحده في كل شيء ولا يملكون من أمر نفعهم أو ضرهم أو حياتهم أو مماتهم شيئاً.
[401]
قال الطبرسي في تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ
تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ) سورة
النحل / 32، أي: طيبي الأعمال، طاهري القلوب من دنس الشرك.
مجمع البيان، الطبرسي:6/ 153، تفسير سورة النحل.
قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى:( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ
طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ) سورة النحل / 32،
المراد بكون المتقين طيبين في حال توفيهم خلوصهم من خبث الظلم.
يكون معنى الآية: ان المتقين هم الذين تتوفاهم الملائكة
متعرين عن خبث الظلم الشرك والمعاصي.
فالآية تصف المتقين بالتخلص عن التلبس بالظلم.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 12/ 236، تفسير
سورة النحل.