كما إنه
اعتبر الكفر والنفاق في خانة النجاسة والرجس([394])
فقال عز وجل
(وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ)([395]). و(إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) ([396])،
بل إنه اعتبر بعض درجات الإيمان، من الشرك([397])
حينما يقول:
الرجس: القذر، وقد يعبر به عن الحرام والفعل
القبيح، والعذاب، واللعنة، والكفر.
النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير: 2/ 200.
قال الطبرسي في تفسير قوله تعالى: (فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ) سورة التوبة / 125، أي: نفاقا وكفرا إلى نفاقهم، وكفرهم، لأنهم يشكون في
هذه السورة، كما شكوا فيما تقدمها من السور، فذلك هو الزيادة. وسمي الكفر رجسا على
وجه الذم له، وانه يجب تجنبه كما يجب تجنب الأرجاس، وأضاف الزيادة إلى السورة،
لأنهم يزدادون عندها رجسا.
مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/
146، تفسير سورة التوبة.
[397]
عن أبي جعفر عليه السلام في
قول الله تبارك وتعالى: (وَمَا
يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)سورة يوسف / 106، قال: شرك طاعة وليس شرك
عبادة، والمعاصي التي يرتكبون شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا بالله في
الطاعة لغيره وليس بإشراك عبادة أن يعبدوا غير الله.
تفسير القمي، القمي: 1/ 358، تفسير سورة
التوبة، رد شباب زليخا.
قال
الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (وَمَا
يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)سورة يوسف/106، المراد بالشرك في الآية بعض
مراتبه الذي يجامع بعض مراتب الإيمان وهو المسمى باصطلاح فن الأخلاق بالشرك الخفي.
الميزان
في تفسير القرآن، الطباطبائي:11/ 275 ــ 276، تفسير سورة يوسف.