ومع شديد الأسف لم يثبت على الحق يومئذ إلا النادر من العباد، حتى إن في بعض الروايات تصريح بان من ثبت على الحق في تلك الأيام أربعة من المسلمين فقط، وحتى ان بعض هؤلاء الأربعة تزعزع يقينه وهو يرى الناس عامة مطبقة على الوقوف بوجه علي بن أبي طالب وزوجته الطاهرة فاطمة عليها السلام فالعقل الجمعي والمد الجماهيري الواسع كان يشكل ضغطا كبيرا حتى على هؤلاء الأربعة لكن سرعان ما أن أدركت الرحمة الإلهية هؤلاء ورجعوا إلى الثبات في الامتحان والاختبار([7])، والباقي كان مندرج تحت الآية المباركة:

(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ

[7] يمكن لنا ونحن نعيش التمحيص في عصر الغيبة ان نستلهم من هذا العبرة فلا نغتر بكثرة من يتبع الباطل وأهله ولا نستوحش من قلة أهل الحق والصابرين في البلاء والامتحان لأنه قد ثبت بالدليل انهم الأقلون عددا في كل عصر وزمان، ثبتنا الله وجميع المؤمنين على ولاية أهل بيته الطاهرين.