نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز جلد : 1 صفحه : 9
سواء كانت ذهنية او حسية هي عملية صورية وخيالية في ان واحد([18]),
ولقد وردت الصورة في الموروث
النقدي للقدامى ولعل أقدمهم الجاحظ (ت:255هـ) حين عرّف الصورة بأنها: ضرب من
النسج، وجنس من التصوير([19]) وتبعه قدامة بن جعفر
(ت:337هـ)، وأبو هلال العسكري (ت:395هـ)، وعبد القاهر الجرجاني (ت:471هـ)، وابن
الأثير (ت:637هـ) وآخرون، وجاء المحدثون من العرب والأجانب وأعطوها تعابير لا
تفترق عما سبقهم. فحينما نقارن نصا للإمام علي (عليه السلام) في حديثه عن البليغ:
ما رأيتُ بليغاً قط إلا وله في القولِ ايجاز وفي المعاني إطالة([20]) بتعريف الناقد
العالمي (فان) للصورة لوجدنا الرؤية واحدة، اذ يقول () عن الصورة:
كلام مشحون شحناً قوياً يتألف عادة من عناصر محسوسة، خطوط ألوان حركة ظلال، تحمل
في تضاعيفها فكرة أو عاطفة أي أنها توحي بأكثر من المعنى الظاهر وأكثر من انعكاس
الواقع الخارجي، وتؤلف في مجموعها كلاً منسجماً([21])فالبلاغة غرضها الافهام
والصورة تحمل هذا الافهام باساليب بيانية في اثناء بث قصدية المتحدث إلى السامع، لذلك
يؤكد المبدع أولوية الفهم والافهام ويحرص على رفع اللبس عن عمله الادبي، لذا ينتقي
الصورة المقنعة. فالصورة نتاج المكونات البلاغية، والبلاغة وسيلة من وسائل الايحاء
بالحقيقة عن طريق الخيال. وما الخيال إلا المهاد الذي تتأسس عليه الصورة، فالصورة
الحسية هي جمع للحس والخيال معاً في عملية ابداعية يعول عليها الشاعر لإيصال غايته
التعبيرية مصورة مرئية محسوسة لدى المتلقي؛ لأن التخيل احلال المعاني في الاذهان
محل الصور والهيئات، أي ما يترتب في المدركات البصرية بسبب مدركات السمع([22]). ولم تختلف نظرة
الباحثين المحدثين الى الصورة عن السابقين، -كما ذكرنا سابقا- فهم يلتقون في
اطارها العام، وفي العصر الحديث نظر الباحثون الى الصورة من جوانب شتى فمنهم من رأها
ترسم مشهدا او موقفاً نفسيا او وصفا مباشرا([23]).
ومنهم من رأها تخطف في حدسالشاعر المبدع
في خلال لحظة فائقة تنير معالم نفسيته جميعها([24]) وغير ذلك من التعريفات
التي توطنت تنظيراتهم النقدية,
[18]
قصة الفلسفة، ول ديورانت ترجمة د- فتح الله محمد المشعشع 581.