responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 10
فقد كثرت تعريفات الصورة عندهم وكلها تصب في فحوى واحد، ولسنا في صدد التنظير للصورة، ولكن مهمتنا تنحصر في الصورة الحسية في الشعر الحسيني، فأذا لملمت آليات نقدك، وتوجهت صوب الشعر الحسيني الممتد من عصر التوّابين أي من (شعر المخبآت) إلى يومنا هذا فأنك تلحظ الصورة البيانية سمة بارزة في الشعر الحسيني، أما المهيمنة على تلك الصورة فهي الصورة الحسية، اذ (تستأثر الحواس بالنصيب الاوفى من الصورة الفنية)([25]).

ومهما يكن من أمر فان الصورة الحسية ذات امتدادات زمنية عميقة، غائرةٍ في أطواء الزمن، وهي تحمل في تضاعيفها غايةً واحدة تتركز في تقديم الأفكار مصورةً عبر الحس بما يتوافق مع باعث القول ومقتضى حال المخاطب، فكانت الصورة الحسية قريبة من الذائقة الوجدانية للإنسان في كل عصر ومكان.

ولسنا في سياق الحديث عنها تأريخياً ولكن سنتوقف عند الصورة الحسية الحسينية التي هي موضوع بحثنا.

المبحث الثاني: نشأة الشعر الحسيني

قال الدكتور أحمد أمين: ثورة الحسين مادة خصبة استطاع أدباء الشيعة أن يستغلوها في فنّهم استغلالاً واسعاً أمدّ الأدب الشيعي بثروةٍ ضخمة من القصائد([26])، ولا غبار على هذا القول إذا ما دققنا في شكل ومضمون القصيدة الحسينية، فهي أضافت إلى الشعر العربي عامة والوجداني خاصة رؤية جديدة في الشكل والمضمون، إذ إن وشيجةً تربط هذه القصيدة منذ بداياتها وحتى يومنا هذا، تلك الوشيجة هي الوجدان اليقيني، فقد أخذت القصيدة الحسينية مهمة اصلاحية نابعة من وجدان الشعر، تمثلت برصد الوظيفة الكبرى لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، وهي الاستنفار لقيم الله سبحانه بنصرة الحق ودفع الباطل مهما كان الثمن، اذ التفت اليها الشعراء ففقهوها وغدوا مقتنعين بها فجعلوها في


[25] الصورة الشعرية، دي لويس/ 4.

[26] ضحى الاسلام، د.أحمد امين:3/304.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست