responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 67
السبق في وضع اللبنات الفنية لقصيدة الرثاء الحسيني المعاصر([155]) .

وسيقوم التطبيق الاجرائي برصد الصورة الحسية بأنواعها وهي تدخل نسيج الشعر الحسيني وتفضي إلى دلالات توخاها الشعراء، وارتضوا هذه الصور الحسية سبيلاً لإيصال مبتغاهم، ولم نفرد لكلِّ نوع دراسة وانما ستكون الأنواع متداخلة؛ لأن من ميزات الصورة الحسية الحسينية هي أن تتداخل الأنواع فيما بينها وربما كانت في الصورة الجزئية الواحدة أو الصورة العضوية أو المركبةصور حسية كثيرة، ولنتأمل الصورة الرمزية الحسية في الشعر الحسيني وهي تجمع بين أنواع الصور الحسية وبين ما يتجه اليه الشعر الحديث الحرّوقصيدة النثر في بناء النص، سنجد إتجاهاً آخر في الشعر الحسيني فهو يقف مرّةً بين الصورة المباشرة الواضحة المعلنةِ من موقف الشاعرتجاه الوجود، ومرة بين الصورة التي تحتاج إلى تأويل، ففي هذه الصورة الرمزية الحسية التي يحاول الشاعر أن يقف خلفها ناقداً من خلالها الواقع، تصبح القصيدة مقطوعةً تدور حول فكرة واحدة إذ يصبح الرأس والأرض والشمعة رموزاً تعكس رفض الشاعر لواقع أحيط بالحسين وآله الكرام (عليهم السلام) فنبذ مَنْ لم ينصر الإمام (عليه السلام) وآل بيته (عليه السلام).

يقول عبد المنعم القريشي في قصيدة (الرأس يبحث عن جسد الطفل)([156])

سلامٌ عليك، سلامٌ عليك.

سلامٌ على الأرض إذ تخجلُ الآن من مقلتيك

سلامٌ على كلِّ دربٍ يؤدي إليك

سلامٌ على شمعةٍ تذرفُ الدمع وقت الغروب

وتبكي (محمداً) وتبكي سماءً طواها الشحوب.

كان السلامُ مفتاحاً لحالة الشاعر الانفعالية، ونجد استجابة مرتكزة على دور الانفعال المتبادل بين مشاعر الذات وقواه المتدفقة عبر معاني الكلمات، في محاولة الشاعر لجذب انفعال المتلقي إليه ومشاركته له.

فيرتمي الشاعر في أحضان الانفعال المتبادل، فتأتي الصورة الاولى عبر التشخيص (سلام على الأرض إذ تخجل الآن من مقلتيك وبذا جعل الشاعر الأرض أكثر احساساً من أولئك الذين امتطوا الرذيلة، وأداروا الظهر عن قيم الفضيلة، وبمثل ذلك شخّص الشاعرُ الأرض والشمعة وجعل لهما الاحساس (سلام على شمعة تذرفُ الدمع وقت الغروب)، فما بال أولئك الذين لا يهزُّهم واعزُ ضمير، فيؤكد الشاعر باستعارةٍ رفضه لأولئك والتخلي عن مخاطبتهم؛ لأنهم لا يملكون الهاجس الانساني، فيعمد إلى مخاطبة الجمادات، فهي أكثر


[155] الإمام الحسين عليه السلام عملاق الفكر الثوري، د. محمد حسين الصغير/360.

[156] مهرجان الطف الشعري الثاني: 19

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست