responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 48
الصوت مملوءاً بالشجن، فالصورة الحسية انتقلت من المشهد الحسي المرسوم بالصورة البصرية الى صورة حسية صوتية، أسست لصورة حركية لونية بان منها لون النار والرماد معا، ذلك دليلٌ على عمق تأسي الشاعر ورفضه لواقع يعيشه، فتحققت الصورة الحسية عبر التشبيه والاستعارة والكناية وهذه الصور معبر الشاعر الى المتلقي؛ لانها تومىء الى مهارة الشاعر وتنبىء عن قدراته االفنية، حين يجعل الدلالات التي يبعثها مرسومة مرئية لدى المتلقي، معادلة له عالمه الخيالي بعالمه المعيش ([111]).

6ـ عالمية الفعل الحسيني وأثره في الآخر

أثر الفعل الحسيني في الآخر عالمياً واصبحت قضيته فيصلاً بين الظلم والعدل، فكانت الصورة الحسية الحسينية وساطة لنقل هذا الفعل الخالد، فامتدت الصورة الحسية في الشعر الحسيني الى الشعراء العالميين ولاسيما المسيحيين، وهذا ما جسده لنا يوسف عبد المسيح ثروت في مقالته (المأساة والاصداء) ولكن الكلمة...تظل في وجدان الحسين معنى المعاني؛ لأنها تعني الشرف والرجولة والمروءة والنبل،.. فالكلمة زلزلت الظالم وحصّنت الحرية وأسبغت على الإنسان إنسانيته، وتصبح مقبرةً لمثل هذه الإنسانية إذا ما دست في ثنايا التراب بفعل الظلم، ومن ثم فالحسين وقف الموقف العظيم الوحيد؛ لأنه لا يمكن أن يقف موقفاً غيره وقد عرف شرف الكلمة وادرك قدسيتها وارتضى لنفسه طائعاً مختاراً الدفاع عن وجودها تاريخياً([112]).

لقد أكسبت ثورة الحسين (عليه السلام) الأدب رفعة، ونستشف عظمتها عند الآخر وهو يجعلها قنديل مسارللباحثين عن القيم الفضيلة، ومن هنا تأتي الصورة الحسية عند الشعراء من غير المسلمين معبأة بمضامينها وموقفها النبيل عبر طريقة صنعها القائمة على التذكرلموقف الصمودالحسيني، واستحضار الماضي بسياق تداعي الافكار، التي تثير المشاعر عبر الصور المتلاحقة عن طريق وساطة من ذاكرة اللاوعي الجمعي.

وقد ذكرنا أن قضية الحسين (عليه السلام) قضية الإنسان وهي مرآة الصراع بين الظالم والمظلوم، وظاهرة ثورة الحسين ظاهرة طبيعية لانها استنهاض على الجور وانتقاض عليه..وهي فريدة في بابها...وهذا برهان على بعد نظر أصيل... وهذا مافعله الحسين، فايمانه بحق الامة في حكم نفسها ظل القاعدة الامينة التي استند اليها في مقارعة أعداء الامة...ومامن شك في ان المشاهد التي انتفضت من المدينة لتواكب الحسين حتى مصرعة في كربلاء


[111] الصورة الفنية بين حسيتها وايقاع المعنى:64.

[112] ظ: مجلة الرابطة الادبية، مقالة المأساة والاصداء، العدد الثالث، السنة الاولى، 1974، 24.

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست