نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز جلد : 1 صفحه : 49
مشاهد تنتظم عقدا
عجيبا من الفواجع التي لم تعرف حدودا([113])، ومن هنا كانت قضية الحسين (عليه
السلام) تغذي الوجدان الانساني عاطفيا، فحاورتها قرائح الشعراء، وانعكس ذلك على
مرايا وجدانهم احاسيس مصورة، ليبعثوه ومضا وجدانيا الى السامع، فالصورة الحسية
تغدو هنا رسماً لانفعال الشاعر، وإذ يلتحمُ الشاعرُ بالوجود في إزاء موقف ما فأنه
يشعر بالتوتر الذي تفرضه عليه وقائع الظواهر الخارجية، فتتحرك القدرات الكامنة في
أطوائه، ثم تتحقق وثبات نفسية من ذاكرة الوعي الجمعي توحّد الصور بمساعدة الشعور، لذلك
لم تقف الصورة الحسينية عند حدّ الشعراء العراقيين، فامتدت إلى شعراء العرب
والعالم الاسلامي، ثم أشرقت في نفوس المنصفين من شعراء العالم وكتابه، فيقول
أحدهم: ومن هذا المشهد الغريب، وطريق اللاعودة...يبدأ الموكب الفاجع، موكب
الشهداء، في السير نحو الحتوف ببطولة خارقة، وشجاعة تمرغ جباه الجبابرة([114]) .
اذن
فالموقف الحسيني هو صوت الحق الذي امتد الى الوجدان العالمي، فلنتأمل الشاعر
العربي خليل الخوري في قصيدته (إنّ الحسين أبي) يصرُّ على الحضور الابدي للامام
الحسين (عليه السلام) وما عداه فكل حضور زائل، وعبر
التشبيه البليغ يؤكد ذلك في قوله([115]):
وكلُّ
حضورٍ إلى صمت وزائله
[113]
عبد المسيح ثروت الاصداء والمأساة، مجلة الرابطة الأدبية العدد الثالث، 1974/20.