نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز جلد : 1 صفحه : 47
الشيعة في كل عصر ومصر تكاد تجمعه نغمة واحدة
ويضمه غرض واحد وهدف لا يتعدد يمتاز بالقوة والشدة والصرامة على من أرهقوا آل
البيت (عليهم السلام) وشنؤوهم([107]).
وعلى وفق ذلك تنوعت الصورة الحسية في الشعر النجفي بين حركيتها وسمعيتها
ولمسيتها ولونيتها، ومن أهم العوامل التي جعلت النجف بيئة شعرية هي الماتم
الحسينية التي يُنشد فيها أرق الشعر.. ما اصبح مضرب المثل في التشبيه والتصوير
والجناس وسائر فنون البديع([108]), فالبيئة الشعرية النجفية
تزهو بنموها كلما تحسن المناخ وأخلص الضمير، وقد مرت بمراحل كثيرةوكانت طبقات
الشعر فيها تترواح بين التقليد والاعتماد على اللغة بوصفها وسيلة لاستكناه الدلالة
او المزج بين اتجاهين القديم والحديث([109]), فمسألة التصوير
الحسي منغرسة في فكر الشاعر النجفي وهي جزء من النمو الحسي لديه، وقد كان للانفعال
الذي استقاه الشعراء النجفيون من البيئه أثر في تكوين الصور الحسية لديهم، وربما
كان باعث الصورة الحسية عندهم هو الالم والحزن الذي جرى في وعي العقل الجمعي، بسبب
قضية الحسين (عليه السلام) الممتدة اثارها في عروق الزمن حتى يومنا هذا، فكلما
ذكرت قضية الحسين زاد تدفق نبض الحزن، فالبيئة النجفية غيمة شعرية حزينة عائمة في
فضاء الاحساس الانساني، ولعلاقتها الوطيدة بقضية الحسين (عليه السلام) فانه كلما
طرق الشاعر باب الرثاء الحسيني كلما تلونت كلماته بالوان الوجدان الروحي المختلفة،
فأدى ذلك الى انبثاق صور وجدانية حسية حزينة، وهذه مهيمنة في الشعر النجفي الحسيني،
تأمل قول الشاعر([110]):
هذا بقاؤك بالخلود مرصع
[107]
مجلة الرضوان الهندية، العدد 8، 9، للسنة الثالثة /27.