نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز جلد : 1 صفحه : 21
المحسوس غاية منه
في ايصال مشهد صوري مرئي جمع بين اضواء الشهب التي ابتهجت بموكب اباة الضيم
والموكب نفسه، فالصورتان حسيتان، ثم رفرفت رايات الحق على جبين النور، وبعد ذلك
جاءت الصورة الحركية المتكونة من هبوط العباس (عليه السلام) الى الارض من صهوة
جواده فرافقه علمه، فهو الاخر هوى معه، فكانت الصورة الحسية قد تم الانتقال فيها
من محسوس الى محسوس عبر صور جزئية تركبت منها الصورة الحسية الكلية.
ب . الانتقال
من المجرد إلى المحسوس.
إذ يتم
تطويع المجرد إلى المحسوس وتختلف الانتقالات بحسب انتقال الشاعر، فتارة يكون الانتقال
حسياً حين ينفعل الشاعر ويعمل على ليّ رقبة النص والإتيان به نحو المحسوس، وهذا
الامر على العكس من الصورة الذهنية التي يتم الانتقال فيها من المحسوس إلى المجرد؛
او من المجرد الى المجرد لأن الشاعر في وقت الرخاء يعول على الصورة الذهنية بسبب
هدوء العقل وزيادة التأمل.
فضلاً عن
ذلك فأن هذا الانتقال من المجرد الى المحسوس المقصود كان ذا هدف واضح، هو الارتقاء
بالصورة الحسية إلى مستوى الاقناع بالنسبة للمتلقي.اذ يكون لاختيار الكلمة على وفق
الرؤية اعلاه قوة صورية, لان الكلمة لها فعل مؤسس في بناء الصورة، فهي تسهم في
محاكاة المشهد المرئي بدور مهم([52]). يقول الشاعر([53]):