responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 22
اول بؤرة بيانية يرتضيها صورة تعادل لديه صورة الواقع([54]) ، وبذلك حقق الشاعر معادلا موضوعيا لفكرة انبثقت في مخيلته، فأسس علاقة بين تلك الفكرة والسياق الناهض باخراجهامن جانب، والصورة الحسية التي كانت قالبا لحمل هذه الفكرة والمعتمدة على حسية الاشياء من جانب اخر، فكان الخطاب الشعري قد اعتورته عمليتا المعنى والتأويل، اذ اعتمد التأويل على الصورة البيانية وكانت حسية، فيما كانت اللغة بسياقاتها هي مادة المعنى، وهكذا حققت الصورة الحسية غايتها عبر انتقالاتها من المجرد الى المحسوس فوظفت الاشياء المجردة في بناء صور حسية استطاعت ان تؤدي وظيفة فكرية باحساس وجداني.

ثانيا: حرص الشاعر الحسيني على صنع علاقات التفاعل بين النفس والوجود والقضية

فأعطى التشخيص والتجسيم دوراً فاعلاً في انتاج الصورة الحسية، أخْذاً بالمتلقي إلى مستوى المشاهدة المرئية أو الصورة المرسومة بالحواس، حتى يحصل التفاعل بين المنشئ ومتلقيه.

فكان التركيز على إظهار وظيفة النص الاجتماعية والوقوف على مفهومي الخير والشر، ومن ثم الانتصار لمفهوم الخير، فضلا عن ذلك فان هاجس الخوف او نقد الواقع او عدم الرضا الناتج من وحدة الصراع ــ حيث يعيش الشاعر ــ يحتم عليه سحب الواقع الى قصيدته، لتكون مرأة عاكسة لمزايا ذلك المجتمع ولاسيما السلبية منها؛ لان الشاعر لايكاد يطيق اهون التعب، بل يضجر من أقل مس اصابته به ظروف الطقس او ظروف المكان([55]), وبذلك كانت القصيدة الحسية الحسينية انعكاسا موضحا للواقع المعيش، هذا الامر حقق تلاحما بين ذات الشاعر والنص من جهة والمقارنة بين واقعه والقيم الحسينية النبيلة التي ثار من اجلها الحسين (عليه السلام) من جهة اخرى، فرصدت القصائد الواقع معرية اياه بسبب الظلم والباطل والشر بانواعه واتجاهاته في كل زمان ومكان, فأضحت الصورة على اشكال تحمل سمات معينة، وتؤدى بطرق متمايزة الاثر بحسب رغبة القائل، فينهض بوساتطها الخطاب في تعبيره، وهو يؤدي رسم الافكار والمشاعر بالمعاني التي جعلتها الصورة ضمن اطارها، اذ تتجلى حقيقة الصورة من خلال طرفيها الاطار والمادة([56]).

فتصبح الصورة الحسية حينئذ صوتا ومرأة للمسكوت عنه في ذلك الواقع، وقد وجدنا شعرا حسينيا كثيرا عج بهذه الرؤيا: قال الشاعر([57])


[54] اثر البواعث في تكوين الدلالة البيانية د. صباح عباس عنوز/128

[55] ثقافة الناقد الادبي، د.محمد النويهي/ 74

[56] الصورة الفنية في المثل القراني د. محمد حسين علي الصغير: /37.

[57] ديوان جميل حيدر، المكتبة الادبية المختصة: 254

نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست