أ. يقرر الكثير ممن تعرضوا لبحث القيم ودراستها، انه من العسير، تصنيفها تصنيفاً شاملاً فيقول كلاكون : (نحن لم نكتشف بعد تصنيف شامل للقيم) كما يؤكد سورلي : (انه من المستحيل أن تكون هناك قاعدة يمكن على أساسها تحديد أنواع القيم كلها). ([234])

ب. التصانيف جميعها التي اطلع عليها الباحث لا تشير إلى القيم التربوية بالرغم من أهمية تلك القيم في حياة المجتمعات، إذ على أساسها تبنى سلوكيات الأفراد من خلال القدوة أو الأنموذج الذي يعد كل ما يصدر عنه عبارة عن قيمة تربوية الهدف منها بناء مجتمع.

ج. التصانيف الأجنبية جميعها لا تلائم الثقافة العربية، وان اقتباس تلك التصانيف دون استيعاب الظروف الموضوعية والذاتية للمجتمع الذي وضعت فيه، قد يؤدي إلى اختلال في مفهوم القيم ذاتها ولكي يعد الباحث أداة بحثه اتبع الإجراءات الآتية:

1. دراسة مجتمع البحث دراسة متأنية من خلال قراءة الوصايا والرسائل والخطب والمحاورات والحكم التي تم جمعها من الباحث من خلال الاطلاع على مصادر التأريخ المعتمدة والتي أشار إليها خبراء التأريخ والتي تتضمن المحتوى الفكري للإمام الحسين عليه السلام والذي يتصف بالثقافة والتربية العربية الإسلامية المستندة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الصادقة والمدرسة العلوية المعبرة عن القيم الإسلامية. وفي ضوء ذلك تم تكوين تصور للتصنيف الذي سيتم بناءه بشكل يلائم طريقة البحث وهدفه وطبيعة بياناته.

2. الاطلاع على دراسات سابقة في مجال تحليل المحتوى تناولت طريقة إعداد التصانيف مثل دراسة الدليمي 1995م ودراسة الدرابسة 2002م.

[233]. الهيتي، خلف نصار وعبد العال السلمان: مقدمة في منهجية تحليل المحتوى، جامعة بغداد، مركز البحوث التربوية والنفسية، 1987، ص13.

[234]. ذياب، فوزية: (1980)، المصدر السابق، ص73.