responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 61
المجالات جميعها وتفتح الطريق لاستقبال نتائج الفكر الإنساني والحضارة البشرية ([171]). والقيم الإسلامية قيم حية متطورة قادرة على الحركة وصالحة لمختلف البيئات والعصور وذلك لانها استمدت مقوماتها الأساسية من مصدرين أساسين هما القران الكريم والسنة النبوية ([172]). فالبناء الاخلاقي في القران بناء جديد يجعل العقل حكماً وينصب الضمير رقيباً ويحدد هدفه الاسمى وهو السعي لابتغاء مرضاة الله، ومع ان الإنسان ولد محروماً من المعارف العقلية والحسية جميعها إلا انه زود بملكات قادرة على ان تقدم له ما يتمنى من هذه المعارف.

(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل: 78).

وان الله عندما صاغ نفس الإنسان وسواها استودعها فكرتي الخير والشر.

(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) (الشمس: 7 - 8).

فالإنسان اذن زود ببصيرة اخلاقية وهدى طريقي الفضيلة والرذيلة.

(أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * ولساناً وشفتين * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد: 8 - 10).

ونتيجة لامتلاك الإنسان العقل فقد تميز عن سائر المخلوقات بالقدرة على اختيار البدائل اختياراً حراً واعياً، وهذه الحرية الواعية في اختيار العقل هي التي تحدد القيمة الاخلاقية المميزة لافعاله تاكيداً لدور العقل في البناء القيمي للإنسان.([173])

ولم يكن الإسلام مثل غيره من الأديان الأخرى –مع احترامنا الشديد لها- ليؤطر تعاليمه بحدود علاقة الإنسان بربه، انما وسع من تلك الدائرة لتمتد الى


[171]. علاء، صاحب عسكر: المصدر السابق، ص110.

[172]. الجندي، انور: المصدر السابق، ص41.

[173]. رضوان، زينب: النظرية الاجتماعية في الفكر الإسلامي، أصولها وبناؤها في القرآن والسنة، ط1، القاهرة، دار المعارف، 1982، ص184-185.

نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست