نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي جلد : 1 صفحه : 58
يطور
مفاهيمه القيمية والاخلاقية بنفسه وان لا يمتثل للقيم الاجتماعية ومعايير المجتمع
المجرد الامتثال او التبعية، ويرى سارتر ان الإنسان يتعرف على قيمه عن طريق
ممارسته لحريته، فحريته هي أساس القيم فالفرد هو المسؤل الاول والاخير عن اختيار
قيمه الخاصة به والتي يتبعها في حياته وانه ليس مسؤولاً عن صنع نفسه فحسب، ، بل هو
مسؤول عن صنع علمه ايضاً، اذ ان كل ما يحدث لللإنسان انما يحدث بسببه. ([161])
الفلسفة
الطبيعية الرومانتيكية
لقد نهضت
هذه الفلسفة مرتين: اولاً عقب الجمود الذي ساد الحياة في العصور الوسطى إذ سادت
النزعة الدينية وشاع الزهد في حياة الناس والاعداد ليوم القيامة ليفوز المرء برضا
ربه، وذلك عن طريق تعذيب النفس والانقطاع للعبادة والبعد عن الملذات. قامت هذه
الحركة الطبيعية لبعث الحيوية في النفوس انطلاقاً من صلة الإنسان بحياته الحاضرة.
اما المرة
الثانية فكانت عقب الحرب العالمية الاولى بعد انزواء حركة الاصلاح في القرن التاسع
عشر. فقد قامت الحركة الطبيعية الرومانتيكية بثورتها التربوية على الاوضاع
التربوية وقت ذاك فاصابتها بهزة شديدة داعية للتغيير والتجديد. ([162])
فكانت
نهضتها الأولى على يد مؤسسها جانجاكروسو (1712-1778م)
والذي يعد واضع الملامح الرئيسة لهذه الفلسفة أذ دعا الى وجوب رجوع الإنسان الى
الطبيعة وهناك يتفق الناس بعقد اجتماعي على اقامة مجتمع عادل يرضى به الجميع، فيقومون
بتشكيل حكومة تمنح الجميع كل الحقوق، ولقد اكد روسو على
التربية كوسيلة لخلق الإنسان الطبيعي، ويقصد الطبيعي هنا الذات المثالية، او
الإنسان الكامل. وان متطلبات اعداد هذا الإنسان تقتضي ان يوضع في متناوله استعراض
لكل التراث الإنساني، بحيث يكون من الميسور له الاتصال بالخبرات والحاجات الراهنة.
([163])