وتجد
الماركسية ان قيمة التغيير هي مبدأ الحياة، فكل ما في الوجود قابل للتغيير والتطور،
ولا تؤمن بالثبات، اذ ان السكون والجمود على حالة واحدة يعني انعدام الحياة، ويتحقق
هذا التغيير نتيجة عوامل داخلية نابعة منه وليس خارجة عنه، وترتكز القيم الماركسية
على ثلاثة اسس هي: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، والصراع الطبقي، كما انها
ترفض مفهوم القيم بمعناه المتعالي عن الواقع. ([145])
الفلسفة
الوضعية المنطقية
ظهرت هذه
الحركة الفلسفية في القرن العشرين، مذهباً جديداً جمع بين المنطق والعلم والفلسفة
في ان واحد، واطلقت عليها تسميات عدة منها الوضعية المنطقية والتجريبية المنطقية او كما يحلو للبعض تسميتها بالتجريبية العلمية ،
وقد دعا اتباع هذا المذهب الى ايجاد فلسفة علمية تقوم على توحيد العلوم وجعل مهمة
الفلسفة العمل على ربط اللغة بالتجربة ربطاً علمياً، وصياغة الواقع الخارجي صياغة
منطقية وهي لذلك استخدمت منهج التحليل المنطقي، بالاستفادة من قيمة المذهب العقلي،
وما تم البرهنة عليه من مبادي المنطق، وكذا المذهب التجريبي وما انتهى الاتفاق
عليه من مناهج العلوم التجريبية والطبيعية، وذلك من اجل التفكير الفلسفي بخصائص
المعرفة العلمية. ([146])
لذا رفضت
الوضعية المنطقية اثارة الاسئلة حول معنى الحياة والموت وذلك لعدم قدرتها على
تقديم اجابات محددة حول هذه الاسئلة والتثبت منها تجريبياً، فمواجهة مشكلات الواقع
سبيلها التحليل والتحقيق العلميين. ([147])
ويعد
العالم النمساوي شيليك مؤسس هذه الحركة الفلسفية وأول من دعا
اليها وذلك ضمن جماعة من الفلاسفة اطلقت على نفسها (جماعة فينا) ضمت صفوة
من العلماء والفلاسفة منهم كارناب وفيليب فرانك