وبذلك تنكر الماركسية الدين ووجود الله لانه يعني وجود الكائنات لا تنتمي الى مكان او زمان، وهي اسطورة ابتدعها رجال الدين للتغرير بالجماهير، لذا فان العقيدة الدينية عندهم تؤدي الى الانحراف. ([140])

لا تؤمن الماركسية بوجود اخلاق ابدية مطلقة، وانما بوجود اخلاق نسبية واقعية، وهي ترفض اي تعاليم اخلاقية مقررة من قبل، حتى لو كانت باسم الدين، لذا فان الاخلاق لا توجد خارج المجتمع الإنساني، وانما تتبع مصالح النضال الطبقي البروليتاري، اي انها تستمد من القضاء على التفاوت الطبقي، ومن اقامة المساواة بين الناس وتحقيق الاشتراكية العلمية. ([141])

وتسعى هذه الفلسفة الى تأكيد القيم الوطنية واحترام الكبار وتقدير العاملين للصالح العام والنظام واحترام العمل وهذه القيم هي مثال القيم الاخلاقية في المجتمعات القديمة. ([142])

وتدافع الماركسية عن نفسها، بان لها اخلاقها الخاصة بها وذلك على لسان لينين حين اجاب عن تساؤل: هل توجد اخلاق شيوعية حيث قال: (يزعمون غالباً ليس لنا اخلاق خاصة بنا، وتتهمنا البرجوازية في الاغلب باننا نهدم كل الاخلاق، وفي ذلك خلط يشوش الافكار ليزرع الاضطراب، ويبث الضلال في عقول العمال والفلاحين فباي معين نفكر، نحن الاخلاق، وننكر التخلق).([143])

وترى الماركسية ان الإنسان من حيث هو فرد لا قيمة له، بل يستمد قيمته من مجتمعه الذي يعيش فيه والذي هو جزء منه، فهي تؤمن بالاجتماعية لابالذاتية او الفردية، فالفرد لا يرى الا من خلال المجتمع. والفرد يأخذ عادته وتقاليده وقيمه من المجتمع الذي ينتمي اليه، لذا فهي حاربت غرائز الفرد

[139]. احمد، لطفي بركات: في فلسفة التربية، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1978، ص32.

[140]. سباني، جورج: تطور الفكر السياسي، ترجمة راشد البراوي، مصر، 1971، 107: 5.

[141]. بيومي، محمد احمد: علم اجتماع القيم، الاسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 1981، ص66.

[142]. العراقي، سهام محمود: تاريخ تطور اتجاهات الفكر التربوي، الاسكندرية، 1984، ص250.

[143]. عسكر، علاء صاحب: المصدر السابق، ص134.