إنّ إتباع الحق
يقاتلون من أجل هداية الأعداء إلى المنهج الرباني لتحكيمه في التصور وفي السلوك
وفي واقع الحياة، وهم لا يقاتلون انتقاماً لذواتهم وإنّما حبّاً للخير ونصراً للحق،
ولذا نجدهم رحماء شفوقين حتى مع أعدائهم ليعودوا إلى رشدهم ويلتحقوا بركب الحق
والخير، وقد جسد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه أروع ملاحم الإنسانية والرحمة
والتسامح، ففي طريقة إلى كربلاء التقى بأحد ألوية جيش ابن زياد وكانوا عطاشى، فأمر
الإمام الحسين عليه السلام أتباعه بسقي الجيش وقال لهم:
(اسقوا القوم
وارووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا).
وقد سقى
الإمام الحسين عليه السلام بنفسه ابن طعان المحاربي([412]). فهل هناك صوره أروع من ذلك تبين مدى تسامح
الإمام الحسين وعفوه حتى لأعداءه وهو يعلم إن الأمر لو كان معكوساً لما فعلو معهم
ذلك وفعلاً هذا ما حدث في واقعة الطف.
14. قيمة التعاون
حصلت هذه
القيمة على الترتيب الأخير، إذ بلغ مجموع التكرارات التي حصلت عليها (15) تكرار
بنسبة مئوية قدرها (2. 46%). وتعاون تأتي من (العون) وهو الظهير على الأمر، وتعاون
القوم أي أعان بعضهم بعضاً.([413]) وقد شدد القران الكريم على ضرورة التعاون
بين الناس ولكن بشرط ان يكون