فهل هناك معنى للإيثار أسمى من ذلك عندما تؤثر السلامة لغيرك على نفسك وأنت أحوج ما تكون إليه.

13. قيمة التسامح

لقد نالت هذه القيمة على الترتيب نفسه الذي جاءت به قيمة الإيثار من خلال حصولها على العدد نفسه من التكرارات الذي بلغ (18) تكرار بنسبة مئوية قدرها (2. 95%)، والتسامح: التساهل والمسامحة أي المساهلة، والسماحة الجود. ([408]) وذكر أبن أبي الربيع إن المسامحة هي (ترك بعض ما يجب عند الحاجة إلى ذلك)([409]). لذا فإن الجذر الأصلي لمعنى التسامح قد أشير إليها في تاريخ الفكر الإسلامي بكلمة (سماحة) ففي حديث للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) يقول:

(رحم الله عبداً، سمحاً إذا باع، سمحاً إذا أشترى، سمحاً إذا اقتضى).

وقد أشتهر الإمام الحسين عليه السلام بتسامحه وعفوه فقد روي عنه عليه السلام إنه قال:

(لو شتمني رجل في هذه الاذن – وأومأ إلى اليمنى – وأعتذر لي في اليسرى لقبلت ذلك منه.

وذلك إن أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب عليه السلام حدثني إنه سمع جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

لا يرد الحوض من لم يقبل العذر من محق أو مبطل)([410]).

كما روي إن غلاماً له جنى جناية كانت توجب العقاب، فأمر بتأديبه،

[407]. الطبري، ابو جعفر محمد بن جرير: المصدر السابق، 315: 3/ابن الأثير، عز الدين أبي الحسن: المصدر السابق، 559: 2.

[408]. الرازي، محمد ابوبكر: المصدر السابق، ص312.

[409]. بن أبي الربيع: المصدر السابق، ص81.

[410]. الحسيني، نور الله: المصدر السابق، 431: 11.