responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 128
الإنسان، وعليه نجده يقف بوجه أعدائه ويخاطبهم متحدياً لهم بأنه لن يتنازل عن حريته وذلك بقوله عليه السلام:

(والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد)([312]).

وقد بدأ الإمام الحسين عليه السلام بتوضيح هذا الانتهاك مبتدئاً بنفسه ليكون تأثير ذلك أبلغ في نفوس الآخرين. ثم قال عليه السلام:

(الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، فأن محصوا بالبلاء قل الديانون)([313]).

لقد كان الإمام الحسين عليه السلام حتى لحظات حياته الأخيرة وهو يطالب الإنسان-ومن بينهم أعدائه- بعدم التفريط بحريتهم بأيديهم، فحين كان واقعاً على الأرض في كربلاء، ولم يفصل بينه وبين الموت سوى لحظات خاطب قتلته قائلاً:

(ويحكم ياشيعة آل أبي سفيان، أن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم)([314]).

أما بالنسبة للانتهاك الخارجي فأنه يتحدد بالظلم الخارجي والذي يكون صادر من جهة خارجية، وأظهر مصاديق الانتهاك الخارجي هو ظلم الحاكم تحديداً، إذ لديه القدرة على الضغط في استلاب حريات الناس، وقد بين الإمام الحسين عليه السلام هذا الانتهاك وهو يخاطب جده (صلى الله عليه وآله) إذ يقول عليه السلام:

(بأبي أنت وأمي يا رسول الله-يخاطب بذلك جده (صلى الله عليه وآله) حين وقف على قبره الشريف- لقد خرجت من جوارك كرهاً، وفرق بيني وبينك حيث أني لم أبايع ليزيد بن معاوية...، وها أنا


[312]. الطبري، ابو جعفر محمد بن جرير: المصدر السابق، 318: 1.

[313]. الدمشقي، أبو الفداء إسماعيل بن كثير(774هـ): البداية والنهاية، بيروت، دار أحياء التراث، 1408هـ، 203: 8.

[314]. الدمشقي، أبو الفداء إسماعيل بن كثير: المصدر نفسه، 203: 8.

نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست