responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 127
فنفي الإكراه في الدين، الذي هو غاية ما يملكه الإنسان، وذلك للدلالة على نفيه فيما سواه وأن الإنسان مستقل فيما يملكه ويقدر عليه لا يفرض عليه أحد سيطرته، بل يأتي هذه الأمور، راضياً غير مجبر، مختاراً غير مكره. وعندما أقر الإسلام الحرية، لا يعني بطبيعة الحال، أنه أطلقها من كل قيد وضابط، لأن الحرية بهذا الشكل أقرب ما تكون إلى الفوضى، التي يثيرها الهوى والشهوة، ومن ثم تؤدي إلى ضياع الفرد الذي سيؤدي بالضرورة إلى ضياع المجتمع لذا وضع الإسلام مجموعة من الضوابط والتي عدت قيوداً ضرورية تضمن حرية الجميع وهذه الضوابط هي:

أ- ألا تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى تهديد سلامة النظام العام وتقويض أركانه.

ب- ألا تسبب في ضياع حقوقا أعم منها، وذلك بالنظر إلى قيمتها في ذاتها ورتبتها ونتائجها.

ج - ألا تؤدي حرية الفرد أو المجتمع إلى الإضرار بحرية الآخرين.

وبناءاً على الضوابط والقيود السابقة ندرك أن الإسلام لم يقر الحرية لفرد على حساب الجماعة، كما لم يثبتها للجماعة على حساب الفرد، ولكنه وضع موازنة بينهما، فأعطى كلاً منهما حقه. ([310])

قد تتعرض الحرية الفردية أو الاجتماعية إلى الانتهاك، لذا فقد ميز (الطريحي) نوعين من الانتهاك هما:

1. الانتهاك الخارجي: ويقصد به الانتهاك الذي يصدر من قبل قوة خارجة عن الإنسان، وهذه القوة، قد تكون دولة أو جهة غير رسمية أو إنسان آخر.

2. الانتهاك الداخلي: وهو الانتهاك الذي يأتي من قبل الإنسان نفسه على نفسه، فيصادر حقوقه، أو يتنازل عنها بنفسه. ([311])وهذا النوع من الانتهاك أشد خطورة بكثير من النوع الأول، لصعوبة زوال أثاره، فيما لو تمكن من الإنسان، لذا نجد الإمام الحسين عليه السلام لم يغفل جانبه وأنما أشار أليه، وأكد عليه في أشد المواقف وأخطرها ليوجه الناس إلى مدى خطورته على


[310]. موقع الإسلام اليوم: المشرف العام على الموقع الشيخ د. سلمان بن فهد العودة.

[311]. النجفي، فخر الدين الطريحي: المنتخب، قم، منشورات الشريف الرضي، 1413هـ. ، ص410.

نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست