فقال الأعرابي: فسل، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فقال الحسين عليه السلام:
ما أنجى من التهلكة؟
فقال: التوكل على الله. فقال:
ما أروح للمهم؟
قال: الثقة بالله. فقال:
أي شيء خير للعبد في حياته؟
قال: عقل يزينه حلم، فقال:
فإن خانه ذلك؟
قال: مال يزينه سخاء وسعة، فقال:
فإن أخطأه ذلك؟
قال: الموت، والفناء خير له من الحياة، والبقاء. قال فناوله الإمام الحسين عليه السلام خاتمه وقال:
بعه بمائة دينار.
وناوله سيفه وقال:
بعه بمائتي دينار، واذهب فقد أتممت لك خمسمائة دينار.([299])
أما السلام، والعفو، والتسامح التي يولدها العلم فقد ورد عن الأمام الحسين عليه السلام فيها قوله:
(من أحجم عن الرأي، وعييت به الحيل، كان الرفق مفتاحه)([300]).
ولقد كان مجلس الإمام الحسين عليه السلام في المسجد النبوي، تلتف حوله حلقة واسعة من طلاب المعرفة، ورواد العلم، وأصحاب الحاجات، وقد
[299]. الحسيني، نور الله: إحقاق الحق، قم، مكتبة النجفي، د. ت. 440: 11.
[300]. المجلسي، محمد باقر: المصدر السابق، 78: 128 حديث11.