ولقد كان الإمام الحسين عليه السلام زاهداً في الدنيا شاكراً لله، فما أنقطع عن الاتصال بربه والعزوف عن الدنيا في كل لحظاته وسكناته، وقد بقي يجسد إتصاله هذا بصيغة العبادة لله، وقد بدا عليه عظيم خوفه من الله وشدة مراقبته له حتى قيل له:

ما أعظم خوفك من ربك.

فقال عليه السلام:

(لا يأمن يوم القيامة إلا من خاف الله في الدنيا)([263]).

وكان عليه السلام يؤكد دوماً على ضرورة مراقبة الإنسان أعماله ودعوته إلى الرغبة في لقاء الله، إذ قال عليه السلام:

(ليرغب المؤمن في لقاء ربه حقاً حقا)([264]).

وذلك لأن الإنسان إذا تذكر الآخرة من خلال رغبته في لقاء ربه زهد في الدنيا، لذا نجده عليه السلام يحمد الله لأن هذه الدنيا دار فناء وزوال فقال عليه السلام:

(الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرته والشقي من فتنته، فلا تغرنكم هذه الدنيا، فأنها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيب طمع من طمع فيها)([265]).

وقد قال رجل للحسين عليه السلام: بنيت داراً أحب أن تدخلها وتدعو

[262]. موقع البلاغ . .

[263]. المجلسي، محمد باقر: المصدر السابق، 190: 44.

[264]. الطبري، ابو جعفر محمد بن جرير: المصدر السابق، 307: 3/ابن عساكر، ابي القاسم علي: المصدر السابق، 605: 11.

[265]. المجلسي، محمد باقر: المصدر السابق، 5: 45.