نام کتاب : سيد العبيد جون بن حوي نویسنده : ماجد بن أحمد العطية جلد : 1 صفحه : 39
من
فرسان العرب ووجوه الشيعة، فهو الآخر كان بصيراً بالأسلحة وشؤونها([50]).
ولا يخفى أن معالجة السلاح وإصلاحه حتى وإن تمت على يد جون - رضي الله
عنه - أو غيره من الأنصار، فإنها لم تخرج عن إشراف الحسين عليه السلام ورعايته
وأمره، إذ المقطوع به أنهم كانوا جميعاً رهن إشارته وفي خدمته ولا يصنعون شيئاً
دون رضاه صلوات الله عليه.
وجاء اليوم التاسع من المحرم وجون قائم على خدمة الحسين عليه السلام فها
هو يصلح له سيفه والحسين يردد تلك الأبيات الشهيرة التي لم تستطع معها أخته زينب
إلا أن تذرف دموعها، أما جون فلم يذكر أحد أنه انفعل أو تأثر أو بكى، أتراه لم
يفهم ما كانت تعنيه تلك الأبيات؟
أتراه صلب العاطفة متحجر القلب إلى حد لا يهزه صوت الحسين ينعى نفسه؟
أتراه في تلك الساعة في شاغل عن كل شيء إلا عن نفسه يفكر كيف يدبر وسيلة
الخلاص عصر اليوم أو صباح الغد؟
الحقيقة كانت فوق كل تصور وفكرة... لم يبك جون ولم ينفعل ولم يتأثر، لأن
ما كان فيه كان فوق البكاء والانفعال والتأثر.
كان جون وهو يصلح سيف سيده ومولاه، والحسين ينشد أبياته، كان جون يستعرض
في ذهنه كل ذلك الماضي الحافل،