responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 99
بعد قّوة انكاثاً تتخذون ايمانكم دخلاً بينكم، ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف والعجب والكذب والشنف وملق الاماء وغمز الأعداء كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة، ألا بئس ما قدمت أنفسكم أن سخط الله عليكم، وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون وتنتحبون، أي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلاً، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسلٍ بعدها أبداً، وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوّة ومعدن الرّسالة، ومدره حجتكم ومنار محجتكم، وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم. وسيّد شباب أهل الجنة ألا ساء ما تزرون، فتعساً ونكساً وبعدا لكم وسحقا، فلقد خاب السّعي، وتبّت الأيدي، وخسرت الصّفقة، وبُؤتم بغضب من الله ورسوله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة، ويلكم يا أهل الكوفة أتدرون أي كبد لمحمد صلى الله عليه وآله فريتم؟، وأيّ كريمة له أبرزتم، وأيّ دم له سفكتم؟ وأي حرمة له انتهكتم؟ لقد جئتم شيئاً إداً تكاد السموات يتفّطرن منه وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هدّا. ولقد أتيتم بها خرقاء شوهاء كطلاع الأرض وملء السماء، أفعجبتم أن مطرت السماء دماً ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون، فلا يستخفنّكم المهل فإنّه لا يحفزه البدار ولا يخاف عليه فوت الثار، وإن ربّكم لبالمرصاد([136]).

ثم أنشأت تقول:

ماذا تقولون إذ قال النبي لكم

ماذا صنعتم وأنتم آخر الأمم

بأهل بيتي وأولادي وتكرمتي

منهم أسارى ومنهم ضرّجوا بدم

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم

أن تخلفوني بسوء في ذوي رحم

إني لأخشى عليكم أن يحلّ بكم

مثل العذاب الذي أودى على إرم

ثم ولّت عنهم، قال حذام: فرأيت النَّاس حيارى قد ردوا أيديهم في أيديهم، فالتفتّ إلى شيخ إلى جانبي يبكي وقد اخضلت لحيته بالبكاء ويده مرفوعة إلى السماء وهو يقول: بأبي وأمي كهولهم خير الكهول وشبابهم خير الشباب ونسلهم نسل كريم، وفضلهم عظيم، ثم أنشد


[135] كامل الزيارات: ص221.

نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست