ج. ان هذا القبر سيبقى شامخا في النفوس قبل التراب، وان هؤلاء الشهداء وسيدهم الإمام الحسين عليه السلام مكانهم في القلوب قبل القبور، وسيعجز أئمة الجور والضلال عن الإطاحة بهذا الشموخ مهما طال الزمن، ومهما كثرت وتنوعت أدوات التهديم.

د. ان هذا القبر وهذا الطف سيسلّم مصاناً شامخاً معطاءً إلى مولانا الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف رغم تكرر الليالي والأيام وعبث العابثين.

عاشراً: السيدة زينب تكمل النهضة

استشهد الإمام الحسين عليه السلام وولده وإخوته وبنو عمومته وأصحابه، تحول الدور إلى الإمام السجاد عليه السلام وعمته السيدة زينب عليها السلام في استمرار النهضة الحسينية المباركة فشرعا في صفع الطغيان الأموي ابتداءً من الكوفة وانتهاء في مجلس الطاغية الفاسق يزيد بن معاوية من خلال تسليط الضوء على الثورة والثوار وبيان مقام من تصدى للباطل في كربلاء، وتعرية زيف الأمويين وأذنا بهم وضحالة اتباعهم، وهبت السيدة العلوية عليها السلام لممارسة دورها الإعلامي الحق من خلال خطبها المتتالية، فتارة تخاطب الجماهير وأخرى ترد على ابن زياد (لعنه الله) وما ينقله بشير بن خذيم الأسدي شاهد على علم وحكمة العقيلة عليها السلام قال: «لم أر والله خفرة أنطق منها، كأنما تنطق وتقرع على لسان أمير المؤمنين عليه السلام، وقد أشارت إلى الناس بأن انصتوا فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس، ثم قالت بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم:

أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر، أتبكون فلا رقأت العبرة ولا هدأت الرنة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من