اركبي فلقد كسرت قلبي وزدت كربي، فأخذ ليركبها فارتعش من الضعف وسقط على الأرض».

فلما رآه الشمر أتى إليه وبيده سوط فضربه فجعل عليه السلام ينادي:

«واجدّاه، وامحمداه، واعليّاه، واحسناه، واحسيناه!».

فبكت زينب عليها السلام وقالت:

«ويلك يا شمر، رفقاً بيتيم النبوة وسليل الرسالة وحليف التقى وتاج الخلافة».

فلم تزل تقول كذا حتى نحته عنه، وإذا بجارية مسنة سوداء، قد أقبلت إلى زينب عليها السلام فأركبتها فسألت عنها فقالوا هذه فضة جارية فاطمة الزهراء عليها السلام. ثم أركبوا الإمام عليه السلام على بعير أعجف، فلم يتمالك الركوب من شدة الضعف فاخبروا ابن سعد فقال قيدوا رجليه من تحت بطن الناقة!! ففعلوا ذلك وساروا بهم على تلك الحالة([134]).

الصورة الرابعة

وهي تؤدي دور تخفيف اللوعة عن القلب الكسير للإمام زين العابدين عليه السلام وتواسي إمامها العليل عليه السلام بما حفظته عن أهلها عليهم السلام.

فتقول له:

«ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأخوتي، فوالله إن هذا لعهد من الله إلى جدك وأبيك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، إنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة، والجسوم

[133] الشمس الطالعة: ج 2، ص 107.