responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 84
حاميها وكافلها، وثالثة مع أولادها وأبناء أخوتها، ورابعة في خيام بني عمها لتملأ ناظريها منهم وتسكّن روعها وتقر قلبها.

سادساً: لم تخطئ السيدة عليها السلام

انبلج الفجر وأدبر الليل بسرعة خاطفة،وأشرقت الشمس، واقتربت المنايا، وجاء الأجل، وتهيأ الأبطال لنصرة الحق ودحض الباطل، واستعدت النفوس للقاء الله تعالى، ولبس الرجال القلوب على الدروع، وجلس الإمام المعصوم عليه السلام في خباء له ومعه جون الصحابي الوفي كما ورد عن مولانا علي بن الحسين عليه السلام:

«إني لجالس في تلك العشية التي قتل أبي في صبيحتها وعندي عمتي زينب تمرّضني إذ اعتزل أبي خباء له وعنده جون مولى أبي ذرّ الغفاري، وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:

يا دهر افّ لك من خليل

كم لك بالإشراق والأصيل

من صاحب أو طالب قتيل

والدهر لا يقنع بالبديل

وإنما الأمر إلى الجليل

وكلّ حي سالك سبيلي

فأعادها مرّتين أو ثلاثة حتى فهمتها وعرفت ما أراد، فخنقتني العبرة فرددتها ولزمت السكوت، وعلمت أنّ البلاء قد نزل، وأما عمتي فإنها لمّا سمعت وهي امرأة ومن شأن النساء الرقّة والجزع فلم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها وإنها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت:

واثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمّي فاطمة وأبي عليّ وأخي الحسن، يا خلفية الماضين وثمال الباقين، فنظر إليها الحسين عليه السلام؛ فقال لها: يا اخيّة، لا يذهبنّ بحلمك الشيطان ـــ وترقرقت عيناه بالدموع ـــ وقال:

لو ترك القطا يوماً لنام، فقالت يا ويلتاه، أفتغصب نفسك اغتصاباً فذلك أقرح لقلبي وأشدّ على نفسي، ثمّ لطمت وجهها وهوت إلى جيبها فشقّته وخرّت مغشياً عليها...([126]).


[125] الشمس الطالعة: ج 2، ص 12.

نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست