نلمس من هذه المحاورة اهتمام السيدة زينب عليها
السلام بما سيؤول إليه المصير وحزنها على فراق الإمام المعصوم عليه السلام والأخ
الحنون والكهف الحصين والأحبة من بني هاشم والأصحاب المخلصين، ونلمس روعة الرد
العقائدي الذي يبعث الهدوء في النفس والاطمئنان في القلب، ويوطد العلاقة الإيمانية
مع الباري جل شأنه.
ثانياً: السيدة الصغرى في منزل «الرُحيمة»
من خلال عرض هذه الأحداث التي وقعت في منازل السفر التي قطعها الركب
الحسيني نستظهر أموراً كثيرة ولاسيما فيما يتعلق بالسيدة زينب عليها السلام.
فلقد ورد في الرواية التاريخية:
«ان الإمام الحسين عليه السلام حط
رحاله في منزل الرُحيمة للراحة من وعثاء السفر ومشقة الطريق، فنصب خيامه وانزل
حريمه وبينما هو مشغول بذلك اخبره أحد أصحابه بأنه رأى رؤوس النخيل، إلا أن الإمام
عليه السلام تحقق من الأمر فتبين له ان الذي رآه هذا الرجل إنما هو خيل ورجال
وليس نخيلاً حتى إذا ما اقتربت الخيل اتضح ان الحر بن يزيد الرياحي على رأس جيش من
أهل الكوفة قدموا ليحبسوا الإمام عليه السلام عن الرجوع ويجبروه على القدوم إلى
الكوفة.
واتضح أيضاً ان القوم يقصدون القتال إذا امتنع الإمام عليه السلام عن
ذلك وان الغدر قد وقع من بعض أهل الكوفة الذين دعوا
[121]
زينب الكبرى بطلة الحرية ص 102، وفي التعليقة: الخصائص الزينبية.
نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي جلد : 1 صفحه : 80