الزهراء مع الحسين بعد شهادته

1 . بكاء متبادل

بكت السيدة العزيزة، والبضعة النجيبة على وليدها الإمام الحسين عليه السلام عند ولادته وعند إخبار أبيها المصطفى عن شهادته كما تقدم وبكته حين فقدته في يوم من الإيام في المدينة، فلقد كان هذا البكاء في دار الدنيا، وأما في دار الآخرة فإن السيدة الزهراء عليها السلام دائمة البكاء وتشهق على ولدها الإمام الحسين عليه السلام في كل يوم كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام حيث يقول: «يا ابا بصير، إذا نظرت إلى ولد الحسين، أتاني ما لا أملكه، بما أتى إلى أبيهم وإليهم، يا أبا بصير إنّ فاطمةعليها السلام لتبكيه وتشهق، فتزفر جهنّم زفرة، لولا أنّ الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدّوا لذلك مخافة أن يخرج منها عنق أو يشرّد دخّانها فيحرق أهل الأرض فيكبحونها ما دامت باكية ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافة على أهل الأرض!! فلا تسكن حتىّ يسكن صوت فاطمة»([106]) فهذه الأم الرؤوف التي لم تهدأ ولم تستكن على مصيبة ولدها الإمام الحسين عليه السلام نجد الإمام عليه السلام يعبر عن مدى العلاقة الكبيرة بينه وبين هذه الأم الطاهرة روي في وارث الأنبياء عليهم السلام «لما ماتت عليها السلام اذ دخل الحسن والحسين عليهما السلام فقالا:

ما ينيم أُمّنا في هذه الساعة؟.

قالت اسماء: يا ابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليست امكما نائمة قد فارقت الدنيا.

فوقع عليها الحسين عليه السلام يقبلها مرة ويقول:

يا اماه انا ابنك الحسين كلميني قبل ان يتصدع قلبي

[105] الخصائص الحسينية: ص230.