فهذه الصورة المفجعة تبين مدى عمق العلاقة بين الشهيدة الزهراء عليها السلام وبين الشهيد الإمام الحسين.

2 . الزهراء عليها السلام تنصر بالدعاء

الدعاء سلاح المؤمن به يصول الانبياء واليه يلجأ الأولياء لما له من رد سريع ينتصر به المظلوم على الظالم، وهذا ما عملت به السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لكي تنتقم من اعداء الله تعالى وقتلة ولدها الإمام الحسين عليه السلام كما نقل عن صاحب البحار.

روي، أن رجلاً بلا أيدٍ، ولا أرجل وهو أعمى، يقول ربّ نجني من النار!، فقيل له: لم تبق لك عقوبة، ومع ذلك تسأل النجاة من النار؟.

قال: كنت فيمن قتل الحسين ــ عليه السلام ــ بكربلاء، فلما قتل رأيت عليه سراويلاً وتكة حسنة، بعد ما سلبه الناس، فأردت أن أنزع منه التكة فرفع يده اليمنى ووضعها على التكة، فلم أقدر على دفعها فقطعت يمينه، ثم هممتُ أن آخذ التكة، فرفع شماله فوضعها على التكة فقطعت يساره، ثم هممتُ بنزع التكة من السراويل، فسمعت زلزلة فخفت وتركته، فألقى الله عليَّ النوم، فنمت بين القتلى فرأيت كأنَّ محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم، أقبل ومعه عليّ وفاطمة ــ عليهما السلام ــ، فأخذوا رأس الحسين فقبلته فاطمة ــ عليها السلام ــ. ثم قالت:

يا ولدي! قتلوك قتلهم الله، من فعل هذا بك؟.

فكان يقول: قتلني شمر، وقطع يدي هذا النائم، وأشار إليَّ، فقالت فاطمة لي: قطع الله يديك ورجليك، وأعمى بصرك، وأدخلك النار، فانتبهت وأنا لا أبصر شيئاً وسقطت مني يداي ورجلاي، ولم يبق من

(1) الإمام الحسين عليه السلام الكهف الحصين: ص 60.