أصبح الحكم الشرعي الفقهي صريحاً بحرمة زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم على غيره لأنهن امهات للمؤمنين.

ومن هذا المنطلق صارت أم سلمة التي هي من أفضل زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أماً للإمام الحسين عليه السلام بحكم القرآن الكريم ويصدق عليها بأنها الأم القرآنية للإمام الحسين عليه السلام ، ومن جهة أخرى كانت المرأة الفاضلة التي تحمل بين جنبيها كل ما أمر به القرآن الكريم حيال أهل البيت عليهم السلام ابتداءً من المودة وانتهاء ًبالموالاة والطاعة، فهي المحبة والعطوفة والمدافعة عنهم والموالية لهم.

ولهذا ومثله أصبح لأم سلمة رضي الله عنهامنزلة كبيرة في نفوس أهل البيت عليهم السلام بحيث أصبحت المفضلة عندهم التي يشركونها في أمورهم المهمة كما روى ثقة الاسلام الكليني عن الإمام الصادق عليه السلام:

«قال إن علياً (صلوات الله عليه) حين سار الى الكوفة استودع أم سلمة كتبه والوصية فلما رجع الإمام الحسن عليه السلام دفعتها اليه»([101]).

وروى أيضاً عن الإمام الصادق عليه السلام قال:

«ان الحسين عليه السلام لما صار الى العراق استودع ام سلمةرضي الله عنهاالكتب والوصية، فلما رجع علي بن الحسين عليه السلام دفعتها اليه»([102]).

ومما يؤكد مقامها عند أهل البيت عليهم السلام هو استئمان النبي صلى الله عليه وآله وسلمتربة الإمام الحسين عليه السلام عندها لتكن الشاهدة الصادقة على هذه الأمة التي غدرت برسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم.

[99] صفوة الصفوة: 2/ 21.

[100] سورة الاحزاب، الآية:6.

[101] أصول الكافي: 151.