والحديث على لسان أمير المؤمنين عليه السلام يحاور به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل.
وكان قلب السيدة الزهراء عليها السلام يفوح
برائحة الأمومة الطاهرة، ويفيض رحمة وعاطفة حتى وصل الحال بها أن تسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو عين العدل وعين
الرحمة أتشجع الكبير على الصغير؟.
عندما كانا يصطرعان وهذا ما روي عن الإمام الصادق عليه
السلام عن آبائه عليهم السلام:
«دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات
ليلة بيت فاطمة عليها السلام ومع الحسن والحسين عليهما السلام فقال لهما النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قوما فاصطرعا، فقاما ليصطرعا وقد خرجت فاطمة صلوات
الله عليها في بعض خدمتها، فدخلت، فسمعت النبي صلى الله عليه
وآله وسلم وهو يقول: أبه يا حسن شد على الحسين، فاصرعه.
فقالت له: يا أبه واعجباه أتشجع
هذا على هذا؟ أتشجع الكبير على الصغير؟.
فقال لها: يا بنية أما ترضين أن
أقول أنا: يا حسن شد على الحسين، فاصرعه وهذا حبيبي جبرائيل عليه
السلام يقول: ياحسين شد على الحسن فاصرعه»([92]).
فتكلمت عاطفة الأم التي ترى وجوب رعاية الصغير وضرورة الدفع عنه، وهذا
مما ارتسم في ذهن الإمام الحسين عليه السلام منذ صغر سنه فصار منهجاً للتعامل مع صغاره وصغار المسلمين
في أتم