نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي جلد : 1 صفحه : 51
الأسرة
وعدم الترفع على خدمة العائلة ولو كانت الخادمة فاطمة الزهراء عليها السلام.
إننا نغبط تلك الرحى التي لامست يد
النور الإلهي المقدس، يد العفة والطهارة، يد الحوراء الإنسية عليها السلام ونهنئ
عمود الرحى الذي تحنى بدم يدها الشريفة، ومن جهة أخرى نقول وا لهفاه عليك يا بنت
المصطفى وعلى ولدك الإمام الحسين الذي شارككِ آلام الجوع.
ومما يصلح كحجة نحتج بها على النساء
اللواتي اتخذن خادمات محتاجات للمال وقد أعوزهن الدهر لذلك بما جاء في هذه الرواية
التي تبيّن مدى إنسانية الإسلام المتجسد برسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم وبابنته الزهراء عليها
السلام، فما هذه المقاسمة في العمل مع خادمتها إلاّ دليل على إنسانية البيت النبوي
ورحمة سيدة البيت فاطمة الزهراء عليها السلام.
ومما ذكر عن رعايتها للإمام الحسين عليه السلام كانت تحرص على إظهار التبري
من قاتل الحسين عليه السلام لتثقف الأمة على موالاة
الحسين عليه السلام والبراءة من أعدائه، وكانت تحث
الأمة على نصرته في كربلاء، وفي الوقت نفسه تلقي الحجة على الأمة لكي لا تتخلى عن
نصرة الحق وهذا ما يؤكده قولها في أثناء حوارها مع أبيها المصطفىصلى الله عليه وآله وسلم عندما هنأها بولادة
الإمام الحسين عليه
السلام وبكى
وسألته عن سبب بكائها فأجابها بأنه يقتل فقالت:
وكانت لهفتها ورقتها وحنّوها ظاهر في مفردات كلامها الشريف عندما تسألهما
عن سبب تأخرها عنها في الحضور إلى البيت مما يدل على علو العاطفة الفاطمية اتجاه
ولديها الإمامين الحسنين عليهما