فلقد كان كل سلوك تسلكه الحوراء
الإنسية عليها السلام مع ابنها له الأثر البالغ على نفسيته الكريمة، وكل نفس
تتنفسه هو بمثابة إشعاع ينير روحية الوليد المبارك، كيف لا وهي الرفيقة اللينة،
وهي منبع السكينة والرحمة؟!
وفي الرواية التي تقول «إن سلمان، قال:
كانت فاطمة عليها السلام جالسة وقدامها رحى تطحن بها الشعير وعلى عمود
الرحى دم سائل والحسين في ناحية الدار يتضور من الجوع، فقلت: يا بنت رسول الله
دبرت كفاك وهذه فضة»؟!. فقالت:
أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن
تكون الخدمة لها يوماً، فكان أمس يوم خدمتها.
قال: سلمان: إني مولى عتاقة، أما أن اطحن الشعير أو أسكّت الحسين لك.
لنا فيما تقدم الموعظة الكاملة التي تبني خلق المسلم رجلاً كان أو امرأة،
فهذا الصحابي الجليل سلمان المحمدي لم يستحِ أن يجعل من نفسه خادماً لفاطمة
الزهراء عليها السلام لعلمه بمكانتها ومكانة أهل البيت عليهم السلام ولم يستنكف أن
يعمل عمل النساء من شؤون البيت لما فيه الثواب الجزيل، وفي هذه الرواية يتضح معنى
الحديث النبوي الشريف الذي يقول: