فرأيت من الوفاء للإمام عليه السلام أن نعرِّف للأمة بأدبه وعشرته مع المرأة القريبة والبعيدة على حد سواء لكي يطلع الجميع على هذه الحقيقة الرائعة ألا وهي إن الإمام الشهيد عليه السلام كبير وعظيم وعالٍ في حياته الاجتماعية كما هو في حياته الثورية والجهادية، ونريد أن نخاطب المناصرين للمرأة والمنادين بحقوقها من خلال طرح الخلق الإسلامي الرفيع المتجسد في القرآن الناطق العيني الذي هو الإمام المعصوم عليه السلام ونقول لهم بفم مليء، هذه مكانة المرأة في الإسلام.

كما إننا نوجه رسالة إلى من يقتدي بالإمام عليه السلام أن ينظر إلى حسن تعامل الإمام عليه السلام مع المرأة وأن يسير على نهجه في ذلك وفي نفس الوقت نقطع الطريق على من يتاجر بمظلومية المرأة في الديانات افتراءً وكذباً ونرشد النساء إلى إعمال مقارنة بين ما يدعو إليه الإمام الحسين عليه السلام في معاملة المرأة وبين الأفكار والنظريات التي تذهب بالمرأة بعيداً عن فطرتها السليمة وطهارتها الباطنية والظاهرية.

الأم في حياة الإمام عليه السلام

أوصى الله سبحانه بالوالدين لبيان كرامتهما عنده وارشاد الأولاد إلى حفظ حقهما، ولشدة الرعاية الإلهية في ذلك قرن عبادته بالإحسان إليهما كما في قوله تعالى:

((وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا))([76]).

[75] كشف اليقين، العلامة الحلي: ص305.