responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 32
بالإشارة أو بالسكوت، ومن الصور الرائعة التي ذكرت في هذا الأمر ما جرى بين الأسوة الحسنة سيد الرسل صلى الله عليه وآله وسلم وبين السيدة الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام ابنته وشمامته.

فعن الضحاك بن مزاحم قال:

سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول:

وأن ذكر حديث تزويج فاطمة عليها السلام وأنه طلبها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا علي، إنه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك حتى أخرج إليك، فدخل عليها فأخبرها وقال: إن علياً قد ذكر من أمرك شيئاً فما ترين؟ فسكتت ولم تول وجهها ولم ير فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كراهة، فقام وهو يقول: الله أكبر سكوتها إقرارها الحديث([54]).

ولو عرضنا هذا الحديث الرائع على من يدعي الحرية ويطالب بحقوق المرأة لانحنى إجلالاً لمضامينه ولقبّل اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذه الحرية وهذا الإكرام لعنوان المرأة، ففي الحديث أسمى صور الصدق في التعامل مع الخاطب وهو يقول له: «انه قد ذكرها قبلك رجال» وإني لا أتجاوز رأيها مع أني رسول الله ولي الولاية على كل المسلمين فلذلك يقول: «فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها» وعلى هذا الأساس الأخلاقي الكبير دعني أسالها رأيها «ولكن على رسلك حتى أخرج إليك، فدخل عليها فأخبرها...» ولما أخبرها ورأى علامة رضاها وعدم وجود الكراهة في وجهها خرج مسروراً لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان راغباً في علي عليه السلام أيضاً إلا أنه لابد من رضاها وهاهي قد رضيت دون أن يجبرها أبوها ووليها ودون أن يُلجئها لذلك أو حتى أن يشير بالإيحاء، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على سعة حرية المرأة في اختيار


[53] صحيح مسلم:ج4، ص 140، باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق والبكر بالسكوت.

نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست