حق التربية

بما أن المرأة صنو الرجل في التكوين، وشريكته في العيش ضمن نطاق الأسرة البشرية بل هي الوعاء الأوحد الذي يحتضن النسل منذ طور النطفة حتى طور البلوغ، فلا بد من أن تنال حقها في التربية والإرشاد والتوجيه في كل المجالات الحياتية ابتداء بالمجال الروحي والنفسي ومروراً بالمجال الثقافي والاجتماعي والسياسي وانتهاءً بالمجال الأخلاقي، ولابد من الاهتمام بتطوير استعداداتها وقابلياتها لكي تتحمل مسؤوليتها التي أنيطت بها، حتى تكون امرأة واعية ناضجة وأُمّاً صالحة وزوجة وفية فلذلك أكد الرسول الأكرم بسيرته قبل قوله على تربية الفتاة وهذا من خلال تربيته لبناته ولاسيما السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ومن خلال قوله الشريف:

«من كان له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وأحسن غذاءها وأسبغ عليها من النعم التي أسبغ الله عليه كانت له ميمنة وميسرة من النار إلى الجنة»([30]).

ففي هذا الحديث الشريف حث كامل على تربية البنت ورفدها بأحسن الآداب ولاشك في أن المراد من الآداب التي ذكرت في الحديث هي آداب الإسلام التي هي يعنيها آداب أهل البيت عليهم السلام لأنها أحسن الآداب لصدورها من النبع الصافي النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال:

«أدبني ربي فأحسن تأديبي»([31]).

[29] المصدر نفسه.

[30] تربية الفتاة: ص67.