نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي جلد : 1 صفحه : 198
قصة شفاء بنت نصرانية عمياء زمناء طرشاء
مشلولة
في كتاب «عوالم الإمام الحسين عليه السلام» للشيخ البحراني، قال: في بعض
مؤلفات الاصحاب قال:
«روي عن طريق أهل البيت عليهم السلام أنّه لما استشهد الحسين عليه
السلام بقي في كربلاء صريعاً، ودمه على الأرض مسفوحاً، وإذا بطائر أبيض قد أتى
وتمسح بدمه، وجاء والدم يقطر منه فرأى طيوراً تحت الظلال على الغصون والأشجار، وكل
منهم يذكر الحَبّ والعلف والماء، فقال لهم ذلك الطير المتلطخ بالدم: يا ويلكم
أتشتغلون بالملاهي، وذكر الدنيا والمناهي، والحسين عليه السلام في أرض كربلاء في
هذا الحرّ ملقى على الرمضاء، ظام مذبوح ودمه مسفوح.
فعادت الطيور كل منهم قاصداً كربلاء، فرأوا سيدنا الحسين عليه السلام
ملقى في الأرض جثّة بلا رأس ولا غسل ولا كفن، قد سفّت عليه السوافي، وبدنه مرضوض
قد هشمته الخيل بحوافرها، زوّاره وحوش القفار، وندبته جنّ السهول والأوعار، وقد
أضاء التراب من أنواره، وأزهر الجومن أزهاره.
فلما رأته الطيور، تصايحن وأعلن بالبكاء والثبور، وتواقعن على دمه يتمرغن
فيه، وطار كلّ واحد منهم إلى ناحية يعلم أهلها عن قتل أبي عبدالله الحسين عليه
السلام، فمن القضاء والقدر أنّ طيراً من هذه الطيور قصد مدينة الرسول، وجاء يرفرف
والدم يتقاطر من أجنحته ودار حول قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يعلن بالنداء: ألا قتل الحسين عليه السلام بكربلاء، ألا ذبح الحسين بكربلاء!،
فاجتمعت الطيور عليه وهم يبكون عليه وينوحون.
فلما نظر أهل المدينة من الطيور ذلك النوح، وشاهدوا الدم يتقاطر من
الطير، لم يعلموا ما الخبر حتى انقضت مدة من الزمان، وجاء خبر مقتل الحسين عليه
السلام، علموا أنّ ذلك الطير كان يخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتل ابن
فاطمة البتول، وقرّة عين
نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي جلد : 1 صفحه : 198