بعد أن بينّا شراكة المرأة للرجل في كل احترام وتكريم ناله، وبعد أن أوضحنا دورها في التكوين واعترفنا بحقها في التعلم، نرى من المناسب معرفة الحقوق التي كفلها الإسلام لهذا المخلوق العزيز لكي نلمس عظمة هذا الدين العادل والرحيم، فلقد كفل الإسلام للمرأة كل حقوقها كما صدع بذلك سيد الرسل صلى الله عليه وآله وسلم في أجواء ملبّدة بكراهية المرأة وأماكن ملوثة بجريمة وَأدِها بوجوب الوفاء لها بكل حقٍ صغيرٍ أو كبيرٍ وفي مختلف مراحل وجودها ابتداءً بحملها ومروراً بطفولتها وانتهاءً ببلوغها، فلقد أكَّد الإسلام على التناسل والتكاثر دون أن يشخص إن كان هذا التكاثر ذكوراً أو إناثاً فهو لايرى فرقاً في الأولاد من حيث وجودهم بل أطلق القول باستحباب التكاثر والتناسل وهذا ما يوضحه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

«تناكحوا، تناسلوا، تكثروا، فإني أباهي بكم الأمم»([18]).

بعد أن تتوج المرأة زواجها بثمرة عزيزة تأتي الإرشادات الإلهية بغزارة لحماية هذا الجنين سواءٌ كان ذكراً أم أنثى ومما ذكر في شأن المرأة الحامل قوله صلى الله عليه وآله وسلم:

«أطعموا المرأة في شهرها التي تلد فيه التمر، فإن ولدها يكون حليماً نقياً»([19]).

ومما يساعد في تحسين الأولاد أكل فاكهة السفرجل في أثناء الحمل كما ورد ذلك في قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :

«كلوا السفرجل وتهادوه بينكم...».

إلى أن يقول صلى الله عليه وآله وسلم:

[17] الكافي: ج1، ص 30.

[18] بحار الأنوار: ج44، ص17.