الصورة الثانية

ينقل الشيخ الخلخالي فيقول: إن السيدة زينب عليها السلام في ليلة الحادي عشر من محرم جمعت العيال في خيمة قد احترق نصفها، وبقيت تحرس النساء والأطفال طيلة تلك الليلة وبينما هي كذلك أخذتها غفوة فرأت والدتها الصديقة الزهراءعليها السلام وقالت لها: أماه أما تدرين بما جرى علينا؟.

فأجابتها الصديقة الزهراء عليها السلام: لا تحرقي قلبي بعتابك يا بنية، قالت العقيلة زينب: إذن لمن أشكو شجوني؟.

فتأوّهت الصديقة الزهراء عليها السلام وقالت: لقد كنت حاضرة عندما حزّ اللعين رأس ولدي وفصل رأسه عن بدنه، ثم إنها عليها السلام قالت: والآن ابحثي عن عزيزة الحسين رقية عليها السلام فلم تجبها، فخرجت مع السيدة أمّ كلثوم تبكيان يبحثن عنها، وبينما هما كذلك إذا بصوت السيدة رقية عليها السلام بين القتلى.

فتوجّهنا نحو القتلى وإذا بالسيدة رقية عليها السلام قد ألقت بنفسها على جسد أبيها وهي تشكو إليه ما جرى عليهم.

فهدّأتها السيدة زينب عليها السلام ورفعتها عن جسد والدها.

ولم تمض لحظات إذا بالسيدة سكينة تأتي فرجعوا معاً، وفي أثناء الطريق التفتت السيدة سكينة إلى السيدة رقية عليها السلام وقالت: كيف وجدت جسد أبي؟ فأجابتها السيدة رقية: بينما كنت أصيح في البيداء أبتاه... أبتاه... إذا بصوت والدي يتهادى إلى سمعي قائلاً: بنية إليّ إليّ...([197]).

الصورة الثالثة

ينقل الشيخ الخلخالي فيقول: نقل في بعض الأخبار: أن السيدة سكينة عليها السلام قالت لإحدى أخواتها ــ ويحتمل أن تكون هي

[195] أسرار الشهادات: ج 3، ص 137.

[196] السيدة رقية للخلخالي: ص 159.