فإذا وجدنا بعض الميادين قد تخلفت عنها المرأة كميدان الجهاد في ساحات
المعارك فهي تشغل حيزاً آخر لا يقل خطورة عن ميدان القتال ألا وهو حفظ الجبهة
الداخلية للمجتمع من خلال إدامة كينونة الأسرة وإدارة خدمات المجتمع الداخلية
وبهذا اتضح شراكتها الفعالة في حفظ المجتمع المؤمن, فضلاً عن أن قسماً كبيراً من
النساء قد شارك في المعارك بدور المعالج للجرحى وبالدور الإداري الذي هو عصب
المعركة كتهيئة الطعام والشراب لأفراد الجيش, ومن هذا يتضح حاجة المجتمع لهذا
الموجود الرقيق الفعال, ولكن لكي تؤدي المرأة دورها كاملاً ودقيقاً لا بدَّ لها أن
تتسلح بالعلم والمعرفة وهذا ما أكد عليه الإسلام الحنيف.
العلم حق
للمرأة
لا يخفى ما للعلم من دور في بناء شخصية الإنسان سواء أكان رجلاً أم
امرأة, صغيراً أم كبيراً, فهو حياة الشعوب وسبيل رُقِيِّها, وهو الذي يميزها عن
باقي المخلوقات الحية, بل هو وسيلة الكمال والنجاة وهو طريق السعادة في الدارين,
فلذلك حرص الإسلام حرصاً شديداًَ على التعلم وجاءت الآيات الكريمة والأحاديث
الشريفة تترى لتؤكد فضيلة العلم ومقام العلماء كقوله تعالى: