responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 146
عابرة ومتغيرة»([188]) ما كان بكاؤه إلا انفعالاً مع الصورة المأساوية.

ويرى الشيخ التستري قدس سره ان بكاء هؤلاء القساة الأجلاف «ناشئ من الرقة الموجودة في الفطرة، من غير اختيار مع التفات الباكين إلى انه رقة على المبكي عليهم مع الغفلة عن بغضهم، وهناك بكاء أيضاً ناشئ من الفطرة ولكن مع الالتفات إلى بغض المبكي عليه... الخ»([189]).

ويمكن الاستفهام من الشيخ قدس سره كيف نفسر أن صاحب القلب القاسي الذي وصل إلى أشد قساوة من الحجارة بل أضل سبيلاً أن يكون في قلبه شيء من الرقة؟ وهل ان هذه الرقة كمال أو نقص فإن قلت بأنها كمال يلزم ان يكون في هذه الشخصية الوحشية الممسوخة شيء من الكمال والإيجاب فيتفرع على هذا القول ان صاحب هذا الكمال وهذه الرقة يستحق في قبال البكاء شيئاً من الأجر، وان قلت بأنها نقص يلزم من ذلك اتصاف فطرته بالنقص وهذا لا ينسجم مع الفطرة السليمة. ومما يؤكد قولنا هو دعاء السيدة زينب عليها السلام على سالب الخلخال الذي كان في رجلي السيدة فاطمة بنت الإمام عليه السلام كما نقل الأسفراييني([190]): «قالت زينب أخت الحسين كنّا ذلك الوقت جلوساً في الخيام إذ دخل علينا رجال فيهم رجل أزرق العيون فأخذ كل ما كان في خيمتنا التي كنّا مجتمعين فيها، ثم نظر إلى علي بن الحسين وهو مطروح على قطعة من الأديم، فجذبها من تحته ورماه على الأرض، ثم أخذ قناعي من رأسي، ونظر إلى قرط في أذني فعالجه وقرضه بأسنانه، فخرم أذني ونزعه وجعل الدم يسيل على ثيابي، وهو مع ذلك يبكي! ثم نظر إلى خلخال كان في رجلي فاطمة الصغرى فجعل يعالجها حتى كسرهما وخرج الخلخال منهما، فقالت له: أتسلبنا وأنت تبكي!؟ فقال: أبكي لما حلّ بكم أهل البيت!.


[187] البحار: 45 / 60 ــ 61.

[188] كتاب فن التحليل النفسي، رالف غرينسون.

[189] الخصائص الحسينية: ص 176.

نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست