responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 144
بعمتي عندي تبكي وهي تقول: قومي نمضي! ما أعلم ما جرى على البنات وأخيك العليل؟ فقمت وقلت: يا عمتاه هل من خرقة أستر بها رأسي عن أعين النظّار؟ فقالت: يا بنتاه وعمتك مثلك! فرأيت رأسها مكشوفاً وقد أسود من الضرب، فما رجعنا إلى الخيمة إلاّ وهي قد نُهبت وما فيها، وأخي علي بن الحسين مكبوب على وجهه لا يطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والأسقام، فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا»([187]).

وقفة

أقف مندهشاً أمام هذه الصورة وأنا أرى غلظة وقساوة هؤلاء الأجلاف، ولا أستطيع ان استوعب الرعب الذي كان يحيط بهذه الفتاة المخدرة المؤمنة، ولذا رأيت ان اسرد ما شعرت به:

1 . شاء الله تعالى ان تشترك في قتل الإمام عليه السلام والتعدي على حريمه وحوش بشرية ليس لديها من عمل صالح يخفف عنها في قيامتها بل ستكون وقوداً لنار جهنم ومصداقاً للآية الكريمة:

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ...)).

وهذا يعني انسجام بل اتحاد الذات مع الصفة، فذات كهذه لا تقوم إلا بفعل كهذا فعل، وفعل كهذا لا يقع إلا من هذه الذات.

2 . وقوع سلب المقنعة ثقيل وموجع على حياء فتاة مخدرة طاهرة من بيت معصوم، إذ ان هذه القصة تذكرني بما مر على نساء محجبات مؤمنات عفيفات كن معي في مديريات أمن النظام البائد حيث كانوا يمارسون معهن كل أنواع التعدي والانتهاك.

3 . عفة السيدة فاطمة وحجابها وحشمتها كان همها الأول دون الاهتمام بألم خرم الاذن أو الم السياط أو قيمة ما سلب منها.

4 . ان البلاء الذي أصاب حريم الركب الحسيني بلاء لرفع الدرجات ونيل الرتب العاليات.

5 . في ندبتهن لآبائهن الطاهرين نكتة علمية ألا وهي ان النادبات


[186] الشمس الطالعة: ج 2، ص 70 ــ 71.

نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست