responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 130
رأيت ذلك خنقتني العبرة، فرددتها ولزمت السكوت وتوجّهت إلى السماء وقلت: اللهم إنّهم خذلونا فاخذلهم، ولا تجب دعاءهم، ولا تجعل لهم في الأرض مسكناً، وسلّط عليهم الفقر، ولا تنلهم شفاعة جدّي.

فرجعت إلى الفسطاط وتنهمل دموعي، فنظرت عمتي أم كلثوم إليّ فقالت: مالك؟ فقصصت القصة لها، فلما سمعت ذلك نادت وا جدّاه، وا عليّاه، وا حسناه، وا حسيناه، وا قلّة ناصراه، ولا أدري كيف لنا المخلص من أيدي الأعادي، وليت الأعادي يرضون أن يقتلونا بدلاً عن أخي، فاجتمعت النساء من بكائها فبكين.

وسمع أبي بكاءهنّ فخرج من الفسطاط باكياً، فدخل على فسطاطهنّ، فقال: ما هذا البكاء؟ فقربت عمتي إليه وقالت: يا أخي رُدّنا إلى حرم جدّنا، فقال: كيف لي ذلك مع كثرة الأعادي؟ فقالت: أجل، ذكّرهم محل جدّك وأبيك وجدّتك وأخيك، فقال: ذكّرتهم فلم يذكروا، ووعظتهم فلم يتعظوا ولم يسمعوا قولي، وليس لهم رأي سوى قتلي، ولابدّ أن تروني على الثرى جديلاً، ولكن أوصيكم بالصبر والتقوى، وذلك أخبر به جدكم، ولا خلف لوعده، وأسلمكم على من لو هتك الستر لم يستره أحد، ثم تباكينا ساعة والإمام عليه السلام يقول:

((وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ))([161]).([162])

عواطف سكينة

عندما نتصفح التاريخ والسير نرى صوراً عاطفية جياشة في ثورة الدم والفداء ولاسيما ما يتعلق بالإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته، ولاسيما نساؤه وبالذات حبيبته وابنته سكينة ومن هذه الصور ما يلي:


[160] موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه السلام: ص 483.

[161] سورة البقرة، الآية: 57.

نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست