الإمام عليه السلام يمنع ابنته عن البكاء لئلا تؤذي قلبه الشريف فيقول لها بكل حب وحنو ورأفة:

تكلم الإمام الرحيم مع ابنته وعزيزته بعاطفة الأبوة ورحمة المربي لما لهذه البنت من منزلة في قلب أبيها.

الصورة الثانية

عند سقوط شبيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي الأكبر قالت السيدة سكينة:

لما سمع أبي صوت ولده وهو يقول: «يا أبه عليك مني السلام» رأيته قد أشرف على الموت وعيناه تدوران كالمحتضر وجعل ينظر إلى أطراف الخيمة وكادت روحه أن تطلع من جسده وصاح من وسط الخيمة «ولدي قتل الله قوماً قتلوك»([163]) وفي رواية كان الإمام عليه السلام يقوم ويقعد عند معرفته بقتل ولده الأكبر عليه السلام([164]).

الصورة الثالثة

حين أراد أن يخرج فجاءت ابنته الصغيرة صائحة حاسرة مع شدة حبّه لها وتعلقت بثوبه قائلة: مهلاً مهلاً توقف حتى اتزود من النظر إليك، فهذا وداع لا تلاق بعده.

ثم قبلت يديه ورجليه، فجلس وأجلسها في حجره، وبكى بكاءً شديداً ومسح دموعه بكمّه وجعل يقول:

فهل يتصور قلب لا يغلب عليه في مثل هذه الحالة، فهذا أحد

[162] إكسير العبادات في أسرار الشهادة للدربندي: ج2، 222 ــ 223. الإيقاد: 93 ــ 94. الدمعة الساكبة: ج4، ص271 ــ 272 بتفاوت.

[163] الشمس الطالعة: ج 2، ص 47.